السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في السابق كانت جداتنا يعملن بجد منذ صغرهن، وكن يتعرضن لمعاملة صارمة جداً وقاسية من الأهل.. فيتعلمن أمور المنزل وتدبيره منذ الصغر، ويتعلمن كيف يتعاملن مع المشاكل الطارئة ويستطعن تحمل مسؤوليات عديدة.. فلا يبلغن العشرين إلا وقد خضن الكثير من تجارب الحياة وأصبحت لديهن القوة الكافية للتعامل مع المواقف التي تتطلب القوة والتحمل..
أما اليوم.. فالفتيات في هذا الزمن مرفهات جداً.. وتربيتهن لا تؤهلهن لتحمل مسؤولية مواجهة الحياة حين يكبرن.. صحيح أنهن لم يعانين مثل جداتنا – ونحن لا نريد لهن ذاك – لكنهن أصبحن يعتقدن أن الحياة كلها راحة وسعادة.. وهن يحذفن الألم تماماً من قاموس حياتهن ويعتبرنه دخيلاً عليها..
فإذا أصابت إحداهن مشكلة أو واجهت مصيبة قاسية.. انهارت واعتقدت أن الدنيا قد أقفلت الأبواب في وجهها..
إنهن يفتقدن للقوة والاحتمال والصبر على الشدائد.. ويتناسين قول الله تعالى : (لقد خلقنا الإنسان في كبد) فالإنسان مخلوق أصلاً في مشقة ومعاناة وعليه أن يواجه المعاناة في كل أيام حياته.. والمسلم الحقيقي يحتسب هذه الآلام ويصبر لأنه يعلم أن هذه الدار ما هي إلا دار ابتلاء واختبار والنعيم الأبدي ليس إلا في الجنة..
أما ما تفعله بعض الفتيات من الانهيار لأبسط مشكلة تواجهها وعدم تحمل أقل صدمة تواجهها فهذا عين الخطأ والضعف..
أعرف فتاة انقطعت عن الدراسة لأنها فقدت عزيزاً.. وأخرى أغمي عليها لأن المشرفة الاجتماعية حققت معها في أمر لمجرد التأكد فقط.. وثالثة أغمي عليها أيضاً لأنها رأت ساق صديقتها حين جرحت..
وأستغرب.. كيف يمكن لفتاة لا تستطيع احتمال كل هذه الأمور أن تكون مسؤولة عن بيت وأطفال؟ كيف يمكن لها أن تكون أم المستقبل التي تخرج أبناء الأمة الأقوياء؟
حاولي يا أختي أن تكوني دائماً أكثر قوة واحتمالاً لخوض غمار هذه الحياة.. فالحياة أمامك طويلة إن شاء الله.. وستمر عليك الكثير من الأحداث والمشاكل.. وأنت المسؤولة عن نفسك في النهاية..